الشهادتان: ومعناها الإقرار بالوحدانية الله ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم، بقولك (أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله) علما وعملا، وهي إعلان بدخول الإسلام ولا تصح باقي الشرائع بدونها، كما أنه حِرْزٌ من دخول النار والخلود فيها قال عليه الصلاة والسلام“ما مِن أحَدٍ يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِن قَلْبِهِ، إلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ علَى النَّارِ“.
ومن جاء بما يناقض الشهادتان، كشرك أو سحر أو استيغاث بغير الله أو توكل على غيره، أو اعتقاد الضر والنفع في شيء، فإنه لا يقبل منه عمل كما قال عزوجلّ:(ولَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[سورة الزمر الآية 65].
أدلة الشهادتان
فمن الأدلة على توحيد الله وإفراده بالعبودية قوله تعالى:(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)[سورة النحل الآية 63]. وقوله (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[سورة آل عمران الآية 18]. وعلى نبوة النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)[سورة سبأ الآية 28]. وقول المولى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[سورة آل عمران الآية 31].
شروط الشهادتان
للشهادتين سبعة شروط وجب على العبد المسلم معرفتها والعمل بها قدر المستطاع وهي:
أولا: العلم بمعنى الشهادتين نفياً وإثباتاً من خلال معرفة نفيها لوجود أنداد لله أو شركاء، وإدراك إثباتها لوحدانيته سبحانه وتعالى ولنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى:( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ)[سورة محمد الآية 19].
ثانيها: استيقان القلب بمعناها ومدلولها دون شك أو ارتياب. قال تعالى (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)[سورة ابراهيم الآية 10]. وقال عزوجل🙁 إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الذِّينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا)[سورة الحجرات الآية 15].
ثالثها: الانقياد لها والاستسلام لما جاءت به والامتثال له. قال تعالى (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)[سورة لقمان الآية 22].
ورابعها: القبول بما جاءت به من أحكام وتقريرات. قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)[سورة الأحزاب الآية 36].
خامسها: الإخلاص فيها بتطهير القلب والنفس من كل أنواع الشرك وعدم استعمالها لأغراض دنيوية زائلة. قال صلى الله عليه وسلم“فإنَّ اللهَ قد حرَّم على النَّارِ مَن قال:”لا إلهَ إلَّا اللهُ، يبتغي بذلك وَجْهَ اللهِ”
سادسها: الصدق؛ أي تصديقها بالقلب واللسان معاً. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[سورة التوبة 119].
سابعها: المحبة أي محبة كلمة التوحيد ومحبة مدلولها، ومحبة العاملين بمقتضياتها. قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ)[سورة البقرة الآية 165].
مقاصد الشهادتان
لاشك أن التمسك بالشهادتين علما وعملا له ثمرات ومقاصد جليلة نذكر منها:
- دخول الإسلام والإنسجام مع فطرة الله التي فطر الناس عليها. قال تعالى(فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[سورة الروم الآية 30].
- الوقاية من النار وعذابها.
- إخلاص العمل لله بالإعتقاد الصحيح.
- استحضار رقابة الله في السر والعلانية، مما يؤثر على صلاح تدين العباد واستقامتهم.
- حسن اتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام والإقرار بنبوته وموافقة سنته المطهرة.
ذ. محمد عبضلاوي