الشيخ أحمد بن علي العجمي: قارئ من أعلام التلاوة في العصر الحديث
أحمد بن علي العجمي هو أحد أبرز قرّاء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، ويُعدّ من الأصوات التي تركت بصمة مميزة في مجال التلاوة. وُلد في 24 فبراير 1968 في مدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية، واشتهر بتلاوته العذبة التي تجمع بين الخشوع، الجمال، وقوة التأثير، مما جعل صوته محطّ إعجاب ملايين المسلمين حول العالم.
نشأته وتعليمه
نشأ الشيخ العجمي في المملكة العربية السعودية في بيئة محافظة تشجّع على حفظ القرآن الكريم وتعلّمه. أتمّ حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق بالمدارس النظامية حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. كما حصل على درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن، مما يدلّ على اهتمامه العميق بالقرآن الكريم ليس فقط من ناحية التلاوة، ولكن أيضًا من ناحية الفهم والتفسير.
الشيخ العجمي والتلاوة
بدأ الشيخ العجمي مسيرته في تلاوة القرآن الكريم في المساجد السعودية، وسرعان ما ذاع صيته داخل المملكة وخارجها بفضل صوته الشجي وأسلوبه المؤثر في التلاوة. يتميّز بأسلوب الترتيل المتقن مع التمهّل والخشوع، ما يجعل المستمع يتدبّر الآيات بعمق. صوته القوي والمؤثر يحمل لمسات من الحزن والرهبة، وهو ما يجذب المستمعين ويدفعهم للتأمل في معاني القرآن الكريم.
انتشرت تسجيلاته في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وساهمت الإذاعات والقنوات الفضائية الإسلامية في نشر تلاواته، حيث بات اسمه من بين القرّاء الأكثر استماعًا. ومن أبرز روايات التلاوة التي يُجيدها: رواية حفص عن عاصم، وهي الرواية الأكثر انتشارًا في العالم الإسلامي.
المسيرة المهنية والإمامة
عمل الشيخ أحمد العجمي إمامًا لعدد من المساجد في المملكة العربية السعودية، وكان من أبرزها:
- مسجد الملك فهد في جدة
- مسجد البواردي في الرياض
- مسجد الحسن بن علي في الخبر
وفي هذه المساجد، قاد الشيخ صلاة التراويح والقيام خلال شهر رمضان المبارك، حيث كان يجذب أعدادًا كبيرة من المصلّين الذين يحرصون على الاستماع إلى تلاوته التي تفيض بالروحانية والخشوع.
الشهرة والتسجيلات
نال الشيخ العجمي شهرة واسعة من خلال تسجيلاته المتعددة للقرآن الكريم، التي انتشرت عبر الأشرطة الصوتية ثم عبر الإنترنت ومنصات البث المختلفة. تلاواته متاحة على العديد من المواقع الإسلامية، مثل موقع طريق الإسلام واليوتيوب، كما أنها تبث في العديد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية الإسلامية حول العالم.
يتميز الشيخ بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الأداء الخاشع، والتجويد الدقيق، والتركيز على المعاني، مما يجعل المستمع يشعر وكأنّه يعيش الأجواء القرآنية بكل تفاصيلها. كثير من الناس يفضلون الاستماع إلى تلاواته في أوقات التأمل والعبادة، نظرًا لما تحمله من روحانية عالية.
دوره في نشر القرآن الكريم
إلى جانب تلاوته، فإن للشيخ أحمد العجمي دورًا كبيرًا في نشر وتعليم القرآن الكريم، حيث يشارك في العديد من الفعاليات والمحاضرات والدورات التي تهدف إلى تحفيظ القرآن الكريم وتعليم التجويد في المملكة العربية السعودية وخارجها. كما أنّه يساهم في إعداد أجيال جديدة من القرّاء عبر دعم المؤسسات القرآنية والمشاركة في المسابقات القرآنية.
أشهر تسجيلاته وألبوماته
أصدر الشيخ العجمي العديد من التسجيلات الصوتية التي لاقت إقبالًا واسعًا، ومن أشهرها:
- المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم
- أدعية وأذكار بصوته العذب
- سور قصيرة بصوت خاشع ومؤثر
- تلاوات مجودة لأجزاء مختلفة من القرآن الكريم
هذه التسجيلات تُعدّ مرجعًا مهمًا للراغبين في تعلم التلاوة الصحيحة أو الاستمتاع بصوت قرآني مميز.
التأثير في الأجيال الجديدة
استطاع الشيخ أحمد العجمي أن يكون مصدر إلهام للكثير من القرّاء الشباب، حيث يعتبره البعض نموذجًا يُحتذى به في حسن الأداء، والالتزام بأحكام التجويد، والتأثير الوجداني العميق في المستمعين. وقد تأثرت به أجيال كثيرة من القرّاء الذين يسعون إلى تقليد أسلوبه المميز.
الختام
يُعدّ الشيخ أحمد بن علي العجمي من القرّاء الذين تركوا بصمة واضحة في عالم التلاوة القرآنية. صوته العذب وأسلوبه الخاشع جعلاه واحدًا من أكثر القرّاء استماعًا وانتشارًا في العالم الإسلامي. لا تزال تلاواته تُبث في المساجد والمحافل الإسلامية، ويحظى اسمه بمكانة رفيعة بين عشاق القرآن الكريم.
رحلته مع التلاوة والقرآن هي مثال يحتذى به في الإخلاص والعطاء، وهو لا يزال مستمرًا في نشر رسالة القرآن الكريم، سائلًا الله أن يكون عمله خالصًا لوجهه الكريم.