يُحاصر الإنسان في خندقٍ من اليأسِ والألمِ حين يُصيبهُ المرضُ، وتُصبحُ الحياةُ باهتةً، وتُفقدُ رونقها، وتُصبحُ كلّ لحظةٍ ثقيلاً على النفسِ. في تلك اللحظاتِ، يلجأُ الإنسانُ إلى سلاحٍ قويٍّ وفعالٍ، سلاحٌ يُنيرُ دروبَ اليأسِ، ويُعيدُ الأملَ إلى القلبِ، وهو دعاءُ الشفاءِ. يُعدُّ دعاءُ الشفاءِ من الأدعيةِ النبويةِ الشريفةِ التي أوصانا بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وهو بمثابةِ نورٍ يُضيءُ دروبَ المرضى، ويُساعدُهم على تخطّي محنِهم، ويُقوّي إيمانهم بقدرةِ اللهِ تعالى على الشفاءِ.
دعاء الشفاء سبع مرات
وردَ في بعضِ الأحاديثِ النبويةِ الشريفةِ أنّ دعاءَ الشفاءِ سبعَ مرّاتٍ لهُ فضلٌ عظيمٌ .. وإليك بعض منها :
ففي الأدب المفرد للبخاري – عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( كان رسول الله إذا عاد المريض جلس عند رأسه، ثم قال سبع مرار: أسألُ الله العظيمَ رَبَّ العرش العظيم أن يشفيك، فإن كان في أجله تأخير عوفي من وَجَعَه )).
ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: (( أنَّ النبيَّ ﷺ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِي يَعُودُهُ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذا دَخَلَ عَلَى مريض يَعُودُهُ قَالَ: لا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قال: قلت: طَهُورٌ كَلاً، بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ – أَوْ تَنُورُ – عَلى شَيْخ كبير تزيرُهُ القُبُورَ فَقَالَ النَّبِيُّ : فَنَعَمْ إِذَا )).
وفي السنن للإمام أبي داود عن أم العلاء رضي الله عنها قالت: عادني رسول الله ﷺ وأنا مريضة، فقال: ( أبشري يا أم العلاء، فإنَّ مرض المسلم يُذهب الله به خطاياه كما تُذهبُ النَّارُ خَبَتْ الذهب والفضة)) سنن ابي داود.
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله ﷺدخل على أم السائب أو أم المسيب رضي الله عنها، فقال: (( مالك يا أم السائب أو أم المسيب تزفزفين (أي: ترعدين قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحُمَّى، فإنَّها تذهب خطايا بَنِي آدم كما يُذهبُ الكِيرُ خَبَثَ الحديد)) صحيح مسلم.
دعاء الشفاء سبع مرات لنفسي
يُلامسُ دعاءُ الشفاءِ سبعَ مرّاتٍ القلبَ بِرِقٍّ ولطفٍ، ويُشعِرُ المريضَ بالعطفِ والرحمةِ من اللهِ تعالى، ويُؤكّدُ لهُ أنّ اللهَ تعالى قريبٌ منهُ، يُسمعُ دعاءَهُ، ويُجيبُ مُناجاتَهُ.
- أَسْأَلُكَ يا اللهُ أن تُبارِكَ لهُ في عُمرِهِ، وأن تَجْعَلَهُ عُمْرًا مُثْمِرًا مُفِيْداً.
- أَسْأَلُكَ يا اللهُ أن تَحْفَظَهُ من كُلِّ شرٍٍّ، وأن تُنْزِلَ عليهِ سَكِينَتَكَ ورِضَاكَ.
- أَسْأَلُكَ يا اللهُ أن تُعَافِيَهُ، وأن تُعِيدَهُ إلى صحّتِهِ وعافيَتِهِ، وأن تُقوِّيَ إيمانَهُ وتَوَكُّلَهُ عليكَ.
- أَسْأَلُكَ يا اللهُ أن تَجْعَلَهُ من الشاكرينَ لِعَافِيَتِكَ، وأن تَجْعَلَهُ من المُطيعينَ لأَوامِرِكَ ونواهيكَ.
- بِعِزَّةِ اللهِ ورَحْمَتِهِ، أَسْأَلُكَ يا اللهُ أن تُشفِيَ عبدَكَ (اسم المريض)، وأن تُخَلِّصَهُ من بأسِهِ وألَمِهِ.
- أسأل الله العلي القدير أن يشملكم جميعاً بدعواتي وأن يمن عليكم بالشفاء العاجل بإذنه تعالى. آمين.
- رَبِّي، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، فَاستَجِبْ دُعَاءِي، وَأَكْرِمْنِي بِشِفَاءِ عبدِكَ، وَاجْعَلْهُ آيَةً لِشُكْرِكَ وَعَظَمَتِكَ.
- أَسْأَلُكَ يا اللهُ أن تُنْزِلَ عليهِ شِفَاءً من شفائِكَ، لا يَدَعُ أَثَرًا لِسَقْمٍ، وأن تُنْعِشَ قَلْبَهُ وَجَسَدَهُ بِرَحْمَتِكَ وَكَرَمِكَ.
- اللهم يا شافي الأجساد، يا معافي الأبدان، أنزل على عبدك (اسم المريض) شفاءك وعافيتك، واشف مرضه وأذهب عنه كل ألم وسقم.
- رب العالمين، أنت الطبيب الحقيقي الذي لا دواء إلا بإذنك. أسألك باسمك الأعظم وصفاتك الحسنى أن تمد يد العافية على (اسم المريض)، وأن تعيده إلى نشاطه وصحته بإذنك.
- يا من بيده ملكوت السماوات والأرض، اشف مرضانا وأذهب عنا كل داء وسقم. اللهم اجعل شفاءك شفاءً لا يغادر سقماً، وعافِ (اسم المريض) بعافيتك التي لا تُغادر عافية.