المطر، ذلك المنحدر من السماء، ليس مجرد قطرات ماء تتساقط على الأرض، بل هو نعمة إلهية عظيمة، ورمز للحياة والبركة. فبه تنبت الأرض، وتزدهر الخيرات، وتنتعش النفوس. وفي كل قطرة مطر، رسالة من الرحمن، ودعوة للتأمل في عظمة الخالق وقدرته. عندما تجف الأرض وتتصدع، وتذبل الشجيرات، وتتوق الحيوانات إلى شربة ماء، يرتفع نداء الأرض العطشى إلى السماء، سائلةً الرحمة والمطر. فالمطر هو الحياة، وهو الأمل، وهو الذي يزيل العطش ويطفئ الظمأ. المؤمنون، وهم أشد الناس حاجة إلى رحمة الله، يرفعون أكف الضراعة إلى السماء، داعين الله أن يسقيهم الغيث، وأن يرزقهم الخير والبركة. فالدعاء هو سلاح المؤمن، وهو الوسيلة الأقرب للتواصل مع الخالق.
دعاء الأمطار
جاء ذكر المطر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في مواطن كثيرة، مما يدل على أهميته في حياة الناس. فالمطر هو رحمة من الله، وهو من الآيات التي تدل على قدرته وعظمته.
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ؛ إِنَّ مِنْ شَوَاهِدِ القُدْرَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَمَشَاهِدِ الرُّبُوبِيَّةِ : إِنْزَالُ المَطَرِ.
- وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ، جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ [ق].
- وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾ [البقرة: ٢٢].
- وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ، وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾. [الشورى].
- قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مِّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَلَمَا وَأَنَاسِي كَثِيرًا ﴾ [الفُرْقَانَ].
دعاء المطر قصير
فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْهَدَ عُبُودِيَّةَ ذِكْرِ اللَّهِ وَدُعَائِهِ عِنْدَ نُزُولِ الْأَمْطَارِ عَلَيْنَا؛ بِتَحَرِّي هَذَيْنِ الأَصْلَيْنِ الْجَامِعَيْنِ مِنَ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ: فَتَارَةً نَدْعُو اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِذِكْرٍ وَدُعَاءِ مُطْلَقٍ مِنْ كُلِّ مَا نُؤَمُلُهُ وَنَرْجُوهُ. وَتَارَةً نَذْكُرُهُ وَنَدْعُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالْأَذْكَارِ الثَّلَاثَةِ المُبَيِّنَةِ:
- وَأَحَدُهَا: عِنْدَ نُزُولِ المَطَرِ؛ بِأَنْ يُقَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا».
- وَثَانِيهَا : بَعْدَ نُزُولِ المَطَرِ ؛ بِأَنْ يُقَالَ: «مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ».
- وَثَالِثُهَا: عِنْدَ كَثَرَةِ المَطَرِ، وَخَوْفِ ضَرَرِهِ؛ بِأَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ، وَالظُّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ».
دعاء المطر مستجاب
إن نزول المطر نعمة عظيمة يجب أن نشكر الله عليها. فلنرفع أكفنا بالدعاء، ولنكثر من الاستغفار والتوبة، ولنعمل صالح الأعمال، حتى يستجيب الله لدعواتنا، ويرزلنا الخير والبركة في الدنيا والآخرة.
- اللهم بارك لنا فيما رزقتنا.
- اللهم اجعلها أمطار خير و بركة.
- اللهم سقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار.
- اللهم إنى أتوب إليك من كل ذنب اقترفته.
- سبحانَ الذي يسبحُ الرعدُ بحمدِه والملائكةُ من خيفتِه.
- اللَّهمَّ اسْقِ عِبادَك وبهائمَك، وانشُرْ رحْمتَك، وأَحْيِ بلدَك الميِّتَ.
- اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية.
- اللهم اغفر لي ذنبي كله، صغيره وكبيره، أولَه وآخره، علانيته وسرّه.
- اللهم إنى أسألك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ ما فِيهَا، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ به، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فِيهَا، وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ به.